قراءة رواية الشيء الآخر- من قتل ليلى الحايك لغسان كنفاني


غسان كنفاني ربما ما جذبني لقراءة أعماله انه فلسطيني فانا اعشق كل حرف حر يخط بأقلام أبناء بلدي لا اعلم ولكنها حروف تستقر في قلبي أيما استقرار ولكن غسان كنفاني فاجئني بأسلوب راقي جدا يجذبك لقراءة كل حرف كتبه في حياته
البارحة تسامرت معه في قراءة رواية " الشيء الآخر –من قتل ليلى الحايك ؟ - "
رواية تجرد الإنسان من دواخله وتعريه أمام ذاته فيرى أعماله كما هي بنواياها الأصلية بكل قصد مضَمرَ في داخله..الرواية يعرض فيها غسان عشق الإنسان الأبدي للشيء الآخر الذي لا يمتلكه ...
كانت للأقدار لعبة مع بطل القصة المحامي الناجح فبدت له الحياة في لحظة باسمة منحته الشيء الآخر لكن في الخفاء كانت تحاك له لعبة أخرى تعيد تشكيل مكعبات اللعب الخاصة بحياته فيجد نفسه أمام هذه اللعبة عاجزا فيختار الصمت." كما ينشد حبل ما حول عنق إنسان فيرفع في لحظة واحدة جدارا حاسما بين الموت والحياة قررت أن اصمت "
" إن الصمت هو صراخ من النوع نفسه أكثر عمقا وأكثر لياقة بكرامة الإنسان "
كيف تبدلت حياته في ليلة وأصبح متهم بجريمة قتل . يرى عالمه كله ينهار حوله ولابد من قرار حاسم حتى لا يخسر ما تبقى له من عالمه المنهار ، حبه لزوجته والوفاء لامرأة أعادت النبض لحياته متهم هو بقتلها والرحمة برجل أحب زوجته بشدة وفقدها بلحظة ،كان الصمت لا غير قراره الوحيد والحاسم والنهائي كان مصير الموت آخر أمر يمكن أن يخرجه من صمته لان كلامه موت من نوع آخر
" ليس ثمة أصدق من حكم يطلقه على نفسه رجل ميت ! "
لكنه في صمته رأى أشياء كثيرة عجز عن رؤيتها في ضجيج الحياة وضوضاء النفس التي تسعى دوما لشيء تجهله يمنحها الرضا

في النهاية ليس مهما من قتل ليلى الحايك المهم أن يعرف الإنسان ذاته ،وأنه كتلة من رغبة في كسر القوانين
وحبيس شهوته دوما ، وان الصمت أقسى عقاب يستحقه على أفعاله القبيحة .. فكلنا في النهاية مذنبون.

مشاركة من الأخت: دلال المغربي / المدونة: صمت عابر

موسم الهجرة إلى الشمال - الطيب صالح



عند الحديث عن السودان، لابد من ذكر اسم الروائي اللامع الطيب صالح، وعند الحديث عن هاته الشخصية المعروفة، لا بد من التطرق لباكورة أعماله، رواية موسم الهجرة إلى الشمال.

موسم الهجرة إلى الشمال والتي تعد واحدة من أفضل مئة رواية عربية خلال القرن العشرين، تم نشرها سنة 1966 في إحدى المجلات اللبنانية، قبل أن يتم تحويلها فيما بعد لكتاب مستقل، يجسد التداخل الحضاري بين الشرق والغرب، متمثلا في الوصف المقارن بين الطبيعة البيئية والاجتماعية لأرياف السودان ، باعتباره بلدا شرقيا محضا، ومدن بريطانيا باعتبارها مهد الحضارة الغربية.

في الرواية نجد حديثا للراوي (والذي يقال أنه يحكي السيرة الحقيقية للطيب صالح)، وبطل الحكاية مصطفى سعيد، والذي يتشارك مع الراوي في الهجرة لبريطانيا من أجل انهاء التعليم، وبعدها القرار بالعودة للأصل أي البلد الأم وهو السودان. لتتداخل الأحداث فيما بعد مبينة أن عاقة الاثنين تستمر لما بعد وفاة مصطفى سعيد، حيث يصبح راوينا هو المسؤول الأول عن أسرة المتوفي.

تتميز رواية موسم الهجرة إلى الشمال بأسلوبها السلس، وادخال بعد الجمل باللهجة السودانية المحلية، إلا أنها في نفس الوقت تضم فقرات جد جريئة تحكي عن تجارب حميمة لأشخاص بسطاء من أرياف السودان، في سياق أحاديث عادية تدور بين جماعات من الأفراد ينتمون لهاته المنطقة.

ولمن فاته قراءة باكورة أعمال الطيب صالح، الفرصة مازال موجودة. فما خطه هذا الروائي العربي المميز في هذا العمل الأدبي الأكثر تميزا يستحق فعلا القراءة والتمعن في كلمات استطاعت أن تصف بشكل دقيق جدا نقيضين متابعدين في كوكب واحد، واحساسين متناقضين في شخص واحد.
قراءة ممتعة


المشاركة للأخت سناء المغربية

عودة للقراءة



لأن القراءة فعل وممارسة، وعمل دائم ومستمر، لا يرتبط بسن محدد، ولا بوقت ومكان معين.
ولأن القراءة ترويض وتعويد، واستفادة وتثقيف، وتهذيب وتغذية للعقل.
من أجل ذلك نشأت مبادرة "أمة إقرأ تقرأ" لتجعل من بين أهدافها الأولى: الاهتمام بالكتاب، قراءة.. وتلخيصا.. ومناقشة..
بهاته الكلمات، نعلن لكم زوار هذا الفضاء، عن عودة مدونتنا (بعد فترة من الخمول)لسابق عهدها. ليسبح كل واحد فينا بين دفتي كتاب يقرؤه، ويشاركنا بعدها متعة القراءة.

لكل صديق يزور مدونتنا أو مجموعة مبادرة أمة إقرأ تقرأ في الفايسبوك:
-شاركنا كتابا قرأته في سطور معدودة؛ ركز على أفكاره والنقط التي استفدتها حتى تعم الفائدة على الجميع.
- اقترح كتابا للقراءة والمناقشة والخروج بفوائد عدة.
- تبادل مع الجميع معلوماتك عن الكتب التي تناولتها.
- شارك بأخبار عن المؤلفات الجديدة وحتى القديمة.
هيا بادر، هذا فضاؤك، فلا تتردد.


 
أمة اقرأ، تقرأ © 2010 | تعريب وتطوير : عرب بلوجر | Back to top