قراءة في كتاب ضوء أسود لمصطفى سيف.



مصطفي سيف كاتب يضمر ما يكتب... مصطفي سيف كاتب يكتب ما يضمر !
عنوان المجموعة ، غلافها، اختيار قصص المجموعة، واختيار أنواع القصة القصيرة كلها تشهد وتؤكد على إضماره هذا
كاتب ضوء اسود تنقل بين أنواع مختلفة للقصة القصيرة الأقصوصة القصة القصيرة جدا.. كتب قصصا وأجاد فلا خواطر -أو ما عداها من الأجناس الأدبية- تلبس ثوب قصة قصيرة! كل قصصه على اختلاف نوعها كانت كاملة أركان القص: من حدث وبنية و عامل المكان وعامل الزمان، الشخصيات و الحوار .. اه.. والمعنى –ذلك الذي يبحث عنه اغلب شخوص المجموعة- !! معنى يتسم بالعمق في كل المجموعة .. أما إلى أي عمق ستصل .. فهذا يعتمد على الضوء!!

ضوء اسود ليس فقط مجرد عنوان جذاب، عنوان سيبدو غريبا لدى جمهور عريض قد لا يعرف بوجود
الضوء الأسود فعليا.. أو عنوانا اعتباطيا انتقاه صاحبه بوصفه عنوان أول قصة في المجموعة.. هذا الكاتب يضمر: العنوان يحمل فلسفة هذه المجموعة.. مع إن "رحلة البحث عن السعادة" بدت لي الأقرب إلى روح المجموعة.. فكل شخوص المجموعة باحثون: عن حلم عن حب عن سعادة عن أسطورة ذاتية أو عن –فقط- مجرد ملامح ! هم يبحثون باختصار عن معنى للحياة وللوجود ((معتنى للوجود يثبت أن كان لوجودهم معنى)).. وسبيلهم في بلوغ ذلك –كما سيعلمك الكاتب- طريق واحدة: الإيمان ))الكاتب الذي منذ أول صفحة يواجهك بحقيقة نفسك .. ويسألك أسئلة تستفزك (( يقول لك أن الضوء يجب أن يكون نابعا من داخلك.. وإلا ستنتهي كهذا الذي على الغلاف،والكاتب يضمر: –ليس تمثالا- بل قبرا يحتوي روحا حبيسة.. ورمادي يحيط به ويلفه وضلال تتكثف تحت ناظره.. وهذا هو.. فبين الضوء وبين الأسود مسافة ومساحة من ضلال لأنوار خارجية تتراقص على سطحك.. وضلال لن تعبرها إلا بإيمان يكون من إنصاتك للضوء داخلك.. للضوء الذي فيك..

وحسنا .. يا مصطفى تقول : "حسنًا أنت تخاف الظلام لأنك لا تعلم له سببًا.. هل هو حقًّا ظلمة أم أن هناك ضوءًا أسود تشعه روحك فيملأ المكان؟"
فأقول لك: سؤالك يحمل جوابه.. أنت قلتها الظلام ظلمة، عتمة لا اثر فيها للنور.. أما الضوء الأسود فهو على سواده يشع.. يشع إذ ليس الظلام جوهره.. الأمر فقط أن الأسود هو كسوتنا التي جعلتنا الحياة نرتديها، أو ارتضيناها/ارتديناها طوعا، ربما هو حيلتنا أو ربما هو تراكم غبار على ارواحنا.. لا يهم ..نعم الظلام سببه الظلمة.. أما الضوء الأسود فلا يسبب ظلاما او ظلمة.. بل ربما الظلم هو من يجعل الضوء اسود.. ولذلك ربما، حين تشع روحنا هذا الضوء الأسود لا يكون ظلام، بل الأبيض داخلنا وخارجنا يصبح أكثر توهجا ! ((حقيقة علمية وإنسانية أيضا)) تقرا عناوين القصص: كل الظواهر الطبيعية كانت حاضرة : الخسوف والكسوف والثقب الأسود والإعصار وتسونامي، الطاقة والاحتباس الحراري والفصول والزمن المار والزمن المتوقف في وعند الساعات مع عقاربها، اللوحات والألوان والأوراق، الجمادات الحيوانات والمشروبات:) فتعرف مباشرة أن هذا الكاتب خلاق بمعنى الكلمة فقد طال وحي خياله كل شيء: استلهاما تلاحظه في العناوين والمواضيع، وكذلك الشخصيات كانت متنوعة للغاية، متنوعة للحد الذي لم تكن فقط إنسية! تجاوزت حدودها جسد الإنسان .. على أنها كلها كان لها روحه! لها ثراء الروح الإنسانية وتناقضها وصراعها.

شخوص المجموعة نستطيع القول بأنها بين.. الانطلاق إلى الضوء و سجن الأسود، على اختلاف السجون، والمسجون إنسان: سجين قطار سجين نافذة سجين علبة سجين مرآة سجين لوحة يرسمها وأخرى ترسم لهم /رسموا فيها يطلون منها عبر إطار هو حدودهم وألوان هي ملامحهم.. بعضهم أصنام لا تسمع و لا تبصر ولا تدرك و لا تعي.. جمادا عاشت وجمادا تموت .. وآخرون كانوا أجسادا شبحية اكتفت وقنعت .. وبعضهم كان روحا تبث عن جوهر ومعنى فـ رنا وتاق وحلم وبحث فحاول العبور.. بعضها نجح بالعبور فمر وحقق ووجد وأدرك.. وبعضها علق.. وبعضها كان مصيره أفول : لا مجرد تعثر بل موتا حقيقيا : تيه وسقوط وغرق..

هذا الكاتب الذي بدت كل قصة كلوحة أدبية من حيث خياله المتميز ، يعتمد في رسم تسلسل
أحداث قصصه الأطول على معالجة فيها مراوغة.. نوع من نقلة مباغتة متأخرة عن عمد تصيبك بدهشة.. خاطفة .. أم لا.. أو اقلّه يثير لديك داخلك غرابة.. ((أمر راق لي بشدة)) ومدى تأثير أسلوبه هذا عليك يعتمد على الضوء، ضوءك
وقصص على سبيل الذكر لا الحصر كـ "ما وراء البحار"، "حمائم داجنة"، "القطار "و عقد الياسمين" تميزت باهتمام وعناية بتصوير الشخصيات :أفعالها وردود أفعالها وما يدور بدواخلهم من عواطف واختلاجات وصراعات وكذلك تحليلها.. ولم تقتصر في غالبها على حدث واحد بل على أحداث متداخلة متلاحقة متنامية ، في بناء فني قوي متماسك شديد الترابط.. فبدت دائما شديدة الإقناع غير متكلفة وغير مقحمة رغم غرابة بعض الأحداث أو فاعليها.. وحتى حين كان حدثا رئيسا عريضا تندرج تحته بقية الأحداث فان الكاتب اعتمد على تداخل الأمكنة والأزمنة .. وتلك التي لم تحتوي على حدث فعلي يقع كـ "نافذة لها قضبان".. فقد تكفل البعد النفسي، صراع الشخصية و تشابكها وتعقيدها بكشف مدى العمق الكامن فيها، وقد برع في ذلك الكاتب أيما براعة وهو ما يشهد على تمكن هذا الكاتب و كذلك على الجهد الذي يبذله في بناء القصة التي يكتبها حتى تصل إلى الكمال الذي يبغيه .. وقد نجح إلى حد كبير في ذلك

من حيث الصياغة الفنية، فقد كانت جيدة .. فيما عدا أن بعض الجمل الطويلة.. بعضها افلت منك يا مصطفى.. وبعض العبارات، كانت تبدو أكثر كجمل قيلت لا كتبت.. قد لا أستطيع شرح فكرتي ، لكني اعرف أن صياغة المقروء تختلف حتما عن صياغة المسموع..
أما لغة الوصف فقد أتت رصينة متميزة بالهدوء والاتزان وبرقي للحقيقة خاص بمصطفى سيف: هو يكتب الأدب بأدب جم، أمر جذب انتباهي في البدء اذ كيف بإمكانك وصف كل تلك الصراعات النفسية السوية و الغير سوية، كل تلك المعاناة والمرارة بلغة ضلت هادئة متزنة !! ولغة النص كانت ثرية بالفعل فالصور متنوعة والتشبيهات و الاستعارات حاضرة.. والأسلوب عموما كان ممتعا ليس فيه أي تطويل أو مبالغة أو تكلف.. مما ساهم في خلق طابع ورونق غريب بجانب عمق الأسود وامتداد الضلال.
شاهدنا سيف الفكرة من بين الأسطر لكننا لم نرى نصل الحرف.. للكلمة للفظة للسطر.. فالكلمة كانت على ذات المستوى من أول المجموعة إلى آخرها.. وحتى المترادفات المستعملة لم تتنوع تنوعا متطرفا.. على عكس خيال الكاتب الذي كان شديد التنوع والتباين.. خيال بالفعل خصب !
ولوحات الكاتب التي رسم، و التي كانت شديدة الجمالية وشديدة الرمزية، موحية جدا لمن يفهم .. برأيي الشخصي استعملت فيها ذات درجة الألوان فلم تتغير مثلا في حدتها فأحس قسوة او جفافا او شراسة او إحباطا او خذلانا في اللفظة ذاتها لا في في المعنى الذي يصلني من بين الأسطر.. أمر جعلها أشبه بمقطوعة موسيقية فذة تخاطب روحك وتهزها لكنها للأسف على ذات النغمة !
وبالطبع لا اقصد مجرد استعراض للقدرة اللغوية البلاغية، فتكون مجرد توهج خال من فكرة.. عندما نقرا لعبد الرحمان منيف، مثلا سنجد انه عندما يكتب عن الصحراء تكون الكلمة المستعملة جافة كجفاف طبع الصحراء، منسية منغلقة كالصحراء وأهلها.. الكلمة تحمل في ذاتها قحطا هو قحط الصحراء، وحين يكتب عن البحر تأتي الكلمة مغامرة منفتحة.. اللغة العربية غنية جدا بحيث يمكنك اختبار المترادفة المتسقة مع جو النص، والمعبرة في ذاتها عن روح القطعة والفكرة.
أما القصص الأقصر وخاصة الق ق ج كانت رهيــــــــــــبة بالفعل.. وعظيمة الأثر.. مباشرة نحو هدفها لا تخطا..
ومضات صغيرة قصيرة لكنها صاخبة.. أشبه بوميض البرق.. يليه داخلك رعد يزلزلك او يؤذن بعاصفة من تأمل وتفكير قادمة أو ربما فقط يخطف البصر لدقائق ثم يختفي.. هذا يعتمد على الضوء !!

الضوء.. الذي هو جوهر فلسفة مجموعة ضوء اسود.. وفلسفة تناولها ورؤيتها وقراءتها أيضا !!
والكاتب يترك الأمر لك.. وهذا يمنحك حرية في التحليل والتفسير و الرؤية أساسها مدى تواصلك مع نفسك فما ستراه فيها مرتبط بك.. خسارة كبيرة لذلك الذي لن يصل إلى جوهر هذه المجموعة،ربما فقط يلامسها أو تلامسه.. وحتى في التعريف بالكاتب، يقول لك :" لن تجد إجابة عندي" ويقول لك "فإن كنت تعرفني فأخبرني" أنت أيضا أيها القارئ: تمر من الأسود إلى الضوء أو لا تمر.. فهل ستشاهد الضوء ام ستسقط؟ ربما عليك أن.. كبطل القصة الأولى: أن تؤمن أن هذه المجموعة القصصية بحر وإلا فانك ستغرق دون أن تبلغ شواطئها..

والقصة الأولى "ما وراء البحار" هي أكثر ما اهتدت إليه نفسي على نور ضوءي الأسود.. 
 تلك القصة التي تبدآ بعملة معدنية تلقيها يد.. لتحدد عند سقوطها قدرا لا ندري اهو نتيجة خيار، فالرامي قبل الرمية اختار الملك أو الكتابة، أو هي قدر مرسوم فهو وان اختار الملك أو الكتابة لا يدري علاما ستستقر هذه العملة بعد تقلب طويل في الهواء: على الملك او على الكتابة.. عملة معدنية ترميها يد، ربما هي أيضا عملة ترميها يد أخرى..
هذه القصة تحرك العقل لا بد،
والكاتب يدخلك في دهاليز عقل الشخصية الرئيسية الذي تحصل معه أحداث غير طبيعية في ازمنه غريبة ، لا تدري وأنت تتابع الأحداث إن كانت حصلت فعلا في الواقع.. أو فقط حدثت في مخيلته، إن كان وهما أو حقيقة لها وجود.. وحتى هو يشك ويرتاب ويتردد.. فالحقيقة كما عرّفها هو: تحدد على اساس الفصل بعقله بين ما يراه منطقا ولا منطق".. ولان عقله كان غير قادر على" الحسم، فهو يشك ويتسائل هل يحدث حقا ما يحدث أو يتهيأ له!
الكاتب يقول لك من خلال بطله دع ضوءك يشع من داخلك، سيقودك وسيوصلك: فرغم رفض عقله وشكوكه وتشككه، ورفض الآخرين الذين بتركونه يهجرونه ويتخلون عنه، ويصمونه بالجنون،يستمر ولا يتتراجع: لأنه أصبح يعرف.. الحقيقة بداخله وليست خارجه، وما سيوصله إليها ليس باي حال العقل.. بل الإيمان..
ابيض توهج لي: حسناء حبيبة الكاتب، تلك التي شكت به ووصفه بالجنون، تلك التي تخلت عنه وتركته ببرود مشوب بازدراء له وسخرية منه .. تلك المادية إلى حد بعيد، تلك التي يصفها هو بجولييت السماء وأروع البشر..
ااحب البطل صورة رسمها لها؟ هذا الارجح.. ثم غالبا نحن لا نرى حقيقة البشر بل نرى الصورة التي نرسمها لهم.. ورؤيتنا لهم تنبع اساسا من داخلنا لا منهم!! وهو، كنحن يقر بذلك فهو يقول "كادر اللوحة التي ضللت ارسمها لها طول الوقت" وهو عندما يسأله جده في المنام هل تستحق، يرد : ما دامت تملك قلبي فهي تملك أروع ما فيه.." ولكنه يعترف فيما بعد بأنه كان يراها دوما مادية.. فهل تتزعزع عندما خذلته وتركته وجزع.. كلا ! هل تزعزع إيمانه برؤيته .. أبدا.. فإيمانه بنفسه نابع من داخله، وإيمانه بها نابع من داخله.. والخطأ و الخلل كان لا في إيمانه هو بها بل في إيمانها هي به، بهما.. لذلك غادرت، ذهبت غير ماسوف عليها !

وعلى خلاف العملة المعدنية التي تقلبت طويلا بلا حول لها و لا قوة، لا تملك من امرها شيئا، فان العملة البشرية بعد تقلب طويل بين أزمنة حاضرة وغابرة، و أمكنة عديدة من قصر مهجور إلى مستشفى مجانين الى سجن حتى تستقر على/في قصرها المشيد.. فالعملة البشرية تملك ما لا تملك العملة المعدنية: الإيمان
والبطل، لم يتخلى عن وزن الأمور بعقله في أي لحظة لكنه تسلح بالأيمان، فوظف عقله ليخدم إيمانه، فكان إيمانه هو الذي وجه دفه عقله، يصل مبتغاه ان آمن بالبحر.. او يغرق : "هنا أمان.. أما أسفل النافذة فهناك بحر عميق من يخُض فيه دون أن يؤمن أنه بحر فإنه غارق.."

وإيمان الكاتب هنا لم يكن ذلك الإيمان البديهي الساذج العبيط، بل كان سلاحه، ولذلك عندما تضرب عقله أمواج الارتياب والشك، ، كان يستمد إيمانه من نفسه من روحه ويتشبث بكل قواه العقلية -حتى أن خالفت ما يراه عقله- بايمانه ويتمسك به.. كان يبحث عما يعينه على تأكيد إيمانه، ولذلك وصل أخيرا رغم كل الأنواء و العواصف التي ضربت سفينته إلى ان بلغ أسطورته الذاتية ولم يعد في هذا الوجود نكرة !
والقصر في هذه القصة رمز تعددت اوجهه: قصر من وهم، وقصر مهجور، وقصر مشيد..كذلك البحر..
رمزية عالية في القصة يشاد بها/ على اني ألوم مصطفى على بعض التوضيح و الشرح انقص من قوة الفكرة، خاصة شرحه لعبارة المجنون.. كانت ستكون ابلغ واروع لو لم تشرح.. خصوصا انها لم يكن بها من إبهام يستوجب التوضيح والتصريح خشية لبس، بل كانت سر القصة المستوجب على القارئ أن يستشف سرها..
كذلك بعض الجمل الاعتراضية في قصة "عقد الياسمين" كانت مجانية لم تضف، بل انقصت، على سبيل المثال: 'لكن شاكر بيه - كما رأينا في بداية القصة - إنسان قاسي...
وأيضا :" يقال إن شاكر - الذي لم يكن شاكرًا أبدًا - أصابته ضغوط..
كنت أحبذ أكثر لو تركتنا كقراء حتما انتبهنا الى التوافق بين عابد اسما وصفة، ان نلحظ أيضا إلى التباين والمفارقة بين شاكر اسما وصفة بدون تصريح من الكاتب..

راقني بشدة تكرار الجملة الآتية: "هذا ما يقال وليس كل ما يقال قابلاً للتصديق.."
اما في قصة الثقب الأسود.. وقفت بنا على الحافة يا مصطفى وتركت لنا حرية الغوص او عدمه:
"تبتعد وتبتعد عن رفيق حياتها الذي تركها ظمأى.. وتقترب وتقترب لكيان أسود خدعها ببعض الماء..
وحين انفصلت عن السابح الآخر.. لم تجد من جذبها.. بل وجدت نفسها ما زالت تسبح.."
اقتربت ومن ثم في اللحظة الموالية انفصلت.. والثقب الأسود تركته لنا لمخيلتنا وللضوء الأسود المشع منا !
ولا اعرف صدقا اهذا يحسب لك أم لا..
في المجموعة قصص كثيرة تركت أثرا بالغا في نفسي وفكري: حنين، غرق، حان الهوى، نافذة لها قضبان، ذوبان الكلمات ، غريق، مرآة، سيد النزال، وحسنا، لو استمر في ذكر القصص ساجد أني اذكرها كلها !!
ثمة قصتان احببت جدا وجودهما، فهما برأيي أدخلتا روحا مختلفة على هذه المجموعة: رحلة البحث عن السعادة، ذكرتني بأسلوب جبران بما تحمله من رؤية فلسفية و تعاير لغوية جميلة.. والشخصيات لم تكن بشرا إنما قيما إنسانية
و"القطار" قصة أخبرتنا أن البطل ليس مغرقا في بحثه عن الإنسان بحيث ينسى هموم المواطن والوطن او منفصل عما يحدث في وطنه بل على العكس..

المجموعة القصصية عموما فيها الكثير من الاهتمام و الهموم، وفيها الكثير من المرارة والمعاناة والآلم والعبر: إنها تعلمك !
بما فيها من تنويع قصصي ،والذي شكل على تنوعه موضوعا و شكلا قصصيا، وحدة متكاملة كأنك تقرا رواية لا مجموعة قصصية.. و الاسترسال المتناسق والمتماسك والأفكار المرتبة المنظمة بطريقة لا تخلو أبدا من التشويق و الدهشة ، المكتوبة بأسلوب لغوي متميز متقن يجعلك حتما في انتظار جديد الكاتب.

مشاركة من طرف حنان ميلاد

رصاصة في القلب - توفيق الحكيم -


مسرحية رصاصة في القلب من أهم ما قرأت في هذا الفن النبيل الذي لم أوليه إهتمام أكبر،جذبني العنوان كبداية ثم الحوار فانغمست كثيراً فيه فتارة أبتسم وتارة أتفاجأ وحقا إنها لمسرحية تلعب بالمشاعر !
المسرحية تروي بخلاصة "نجيب" ذا الوضع المالي المزري يقع في حب الفتاة "فيفي" من النظرة الاولى ولا يعرف من تكون فيحكي لصديقه الدكتور "سامي" الحكاية وفي الاخير يتضح أنها خطيبة صديقه ذاك وتتوالى الأحداث الغريبة والجميلة في آن واحد دون أن يعرف صديقه الدكتور شيئا !
المسرحية يغلب عليها الطابع الهزلي الجاد والصور المضحكة !!
فرجة ممتعة ... أقصد قراءة ممتعة
وأكيد ستكون ممتعة .
مشاركة من طرف هيبو

ماجدولين - المنفلوطي- "ترجمة"


القصة من تأليف الكاتب الفرنسي الفونس كار

    عرفت رواية ماجدولين عن طريق صديقي وناشدت نفسي أن أقرأها يوما وها أنذا أفعل أخيراً :)
إنها في الحقيقة رواية تستحق كل الثناء ففي طيات الكتاب جمع أعذب الكلام حينا وأشده حزنا تارة أخرى !
يحمل الكتاب رسائل العشاق بشعرها وكلامها وأحداثها التي توقع في النفس أثرا بالغا كان أكثره حزنا على القلب !
قصة حزينة يقاسي العشاق المتمثلين في ماجدولين واستيفن فيها كل المقاسي من أجل الحب وعظمته أمام مال الدنيا الفاني وأمام الخيانة والغدر وضروف الحياة .
   بصراحة وجدت النصف الثاني من الكتاب أكثر مأثر من النصف الاول لكثرة التشويق فيه وتراتب الاحداث ولأكون دقيقا فهناك 3 أحداث أكثرها أثراً حتى أن جسدي إقشعر لها !
وحتى لا أقتل القصة بأحداثها وتشويقها أدعوكم لقراءتها من منبري المتواضع .

مساهمة من طرف هيبو

اليهودي الحالي -علي المقري-


رواية قصيرة جدا بالمقارنة مع موضوعها اوضاع يهود اليمن في القرن السابع عشر، في عهد الامام الشيعي المتوكل إسماعيل بن القاسم ومشكل التعايش بين المسلمين واليهود.
الرواية تحكي عن قصة حب بين فاطمة المسلمة ابنة المفتي وسالم اليهودي الحالي( المليح باللهجة اليمنية)هدا الحب مرفوض من الملتين ممايضطرهما الى الهرب والزواج دون أن تترك ملتها أو يترك ملتها،هده القصة تتكرر مع الجيل الثاني والثالث.
رواية جميلة تستحق القراءة.
استفزتني جملة في الرواية جاءت على لسان مسلم يمني يتمنى رحيل اليهود "لماذا لاترحلون الى اورشليم"!.

مساهمة من طرف: Khadija El

محال - يوسف زيدان-


تدور الرواية عن شاب سوداني، يشتغل كمرشد سياحي في اسوان لاعالة عائلته الفقيرة في ام درمان. هذا الشاب الطيب المتقي الله همه الوحيد هو الاخلاص في عمله وتوفير المال الضروري لاتمام دراسته والزواج بفتاة نوبية مليحلة.
يتعرف على نورا، ويعيش قصة حب معها لكن لن تكلل بالزواج كما تمنيا لينهار ويطرد من مصر، ثم يرحل الى الخليج ليشتغل موزع البان, بعد ذلك يشتغل كمصور في قناة الجزيرة ( قصة صحفي الجزيرة سوداني الأصل سامي الحاج) لتغطية الحرب في افغانسان ليجد نفسه في سجن غواتنامو!!!!!!!
الرواية سيئة لا ترقى الى مستوى "عزازيل" جاءت باحداث كثيرة( كاختفاء المعارض الليبي الكيخيا في مصر، احدات الدير البحري التي جاءت بحبيب العادلي كوزير الداخلية، دخول جمال مبارك الى مصر، أسامة بن لادن/طالبان وحرب أفغانستان,...)لم يستغل الكاتب هده الاحداث ليعطي للرواية بعد اقوى، حتى شخصية البطل ضعيفة مستسلمة، لاتعرف المواجهة.
بااختصارلم تعجبني الرواية.

مساهة من طرف: Khadija El

رواية: لن أنساك


رواية لن أنساك، رواية قصيرة هادئة، تروي واقع يعيشه أغلب الرجال، في زمن قتلو فيه الحب ونسوه ليرتبطو بنساء تجمعهم معهن ميثاق المتعة والخدمة، ولكن في اﻷخير وجدوا أنفسهم ضحايا هذا الحب المنسي.
رواية تحكي قصة خالد ووفاء العاشقين اللذان كتب القدر لهما أن يلتقيا في ظروف قاسية ويفترقا في ظروف أقسى، خالد رجل متزوج وله ابنة صغيرة، ظن أن الموت خطفهما منه، وفي حزنه التقى بوفاء التي استطاعت أن تنتشله من أعماق الحزن وتريه معنى السعادة من جديد، لكنهما وبعد أن قررا اﻹرتباط، عادت زوجة خالد من الموت، وكتب لحب خالد ووفاء الموت ...

مساهمة من طرف: عبق الروح

"تاريخ القراءة " ألبرتو مانغويل


يمكن قراءة هذا الكتاب كرواية حقيقية، لأنه يجعل القارئ يسافر عبر الزمن، من العصو القديمة إلى اليوم، والسفر في العالم من اليابان إلى العراق اليونان وايطاليا والولايات المتحدة وغيرها، ويقدم لنا تاريخ طويل من القراءة مع استكمال تجاربه الشخصية خاصة مع الكاتب بورخيس الذي كان يقرأ عليه المؤلف . يعود بنا إلى أصول القراءة، ويبين لنا مراحل مختلفة من تاريخها (صناعة الورق، ظهور الطباعة، ظهور كتب الجيب، شكل الكتاب، النظارات، اهمية القراءة كوسيلة من التحرر من العبودية وانتشار الوعي، السود و معاناتهم مع القراءة ، الرقابة على القراءة والكتب، والكتب الممنوعة، سرقة الكتب ......)
كتاب ممتع ومميز، موسوعي لكن غفل عن دكر الحضارة الإسلامية و كأنها غير موجودة في خضم هدا الزخم الهائل من المعلومات (تطرق لنظرية ابن الهيثم) لكن يستحق القراءة.

مشاركة من طرف: Khadija El

وجوه - محمد شكري-


تعتبر الجزء التالث من السيرة الداتية لمحمد شكري بعد "الخبز الحافي" و" زمن الاخطاء"
رغم انها سيرة داتية لكن يمكن اعتبارها مجموعة قصصية لوجوه عاشرها الكاتب في حانات ومقاهي مدينة طنجة التي يعشقها رغم تبدل ملامحها وسكانها
وجوه تنتمي الى عالم الليل من عاهرات وسكارى، طبقة الفقراء التي تدفعهم الظروف القاسية الى امتهان الرذيلة والفحش، لكل وجه قصة في الماضي وما الت اليه حياته.
رواية هادئة مقارنة مع" الخبز الحافي و زمن الاخطاء" لكني سئمت من عالم محمد شكري الكئيب..

مشاركة من طرف: Khadija El

"العصفورية" غازي القصيبي


الرواية تحكي عن البروفسور نزيل مصحة الامراض النفسية "العصفورية" في بيروت تحت اشراف الدكتور سمير تابت، فهي عبار ة عن استطراد مطول للبروفسور يحكي فيه عن امور عديدة تنتهي بإختفاء المريض النفسي وجنون الدكتور المعالج.
رواية ساخرة و رمزية، غنيّة بالتلميحات الأدبية, التاريخية والفلسفية ، مزيج من جد و هزل و خيال. يجب أن تكون موسوعي ودو ثقافة واسعة لكي تستوعب كل تلك الاسقاطات على الواقع السياسي والثقافي العربي.
رواية مهمة من حيث الكم من المعلومات التي استفدت منها، الاسلوب سلس لكن الكاتب يسهب كثيرا خاصة تحليل شعر وشخصية المتنبي، وابتكار مفردات جديدة للغة العربية لكن بسخرية جميلة ولاذعة، استمتعت بهده الرواية الخارجة عن المألوف.

مشاركة من طرف: Khadija El

قراءات من ثلاثة دول عربية

السلام عليكم،
سنقدم لكم اليوم مجموعة من الاقتراحات لقراءة كتب أبدعها أدباء من عدة دول عربية. الملخصات هي مشاركة من الأخت خديجة.

من السعودية:
رحلتي مع غاندي لأحمد الشقيري


الكتاب منقسم إلى قسمين: 
القسم الأول: اقتباسات للمهاتما غاندي وتعليقه على كل اقتباس. لم تعجبني الاقتباسات المختارة أما التعليقات فهي سطحية إن لم اقل تافهة... 
القسم الثاني : رحلة احمد الشقيري نحو التأمل و البعد عن الضغط اليومي. (هذا القسم لا بأس به)
أفضل الشقيري في الاعلام أكثر، أما في الكتابة لم يضف الجديد.

من المغرب
القوس والفراشة لمحمد الأشعري


الرواية تحمل في طياتها قصصا وأحداثا كثيرة عاشها المغرب(احداث 16 ماي، ازمة اليسار المغربي، المصالحة مع الماضي، الفساد العقاري و المضاربات في المدن خاصة مدينة مراكش، مشروع تهيئة ابي رقراق، ظهور طبقة الاغنياء الجدد، الفساد، قضية زواج المثليين على خلفية احداث القصر الكبير، قضية عبدة الشيطان موسيقيين الهيب هوب و الميتال ......)
تبدأ هده الرواية بمقتل ياسين ابن البطل في افغانستان ليفقد يوسف حاسة الشم و يجعله في حالة للامبالة مما اثر بعلاقته بزوجته أدى الى الطلاق لكي تتداخل قصص اخرى (احمد مجد، الخياطي، ليلى، أب البطل....)
الرواية ممتعة من حيت المواضيع المطروحة بالنسبة للكتابة جيدة لكن في بعض الاحيان تحس بالملل من الاسهاب في الوصف.
 تستحق القراءة

من لبنان
دروز بلغراد/ حكاية حنا يعقوب لربيع جابر


تعتمد هذه الرواية على أحداث حقيقية جرى فيها نفي 550 درزياً إلى بلغراد وطرابلس الغرب في القرن التاسع عشر، على إثر أحداث طائفية بين الدروز و الموارنة. 
حنا يعقوب بائع البيض المسيحي يرحل عنوة الى سجون بلغراد مع باقي الدروز ليعيش مرارة الحبس والظلم. رحلة الجحيم هذه شملت وجودهم في سجون عدة في البلقان لتستمر هذه المعاناة 12 سنة لتنتهي بموت جميع الدروز ليعود حنا يعقوب الى الديار. 
الرواية جميلة وممتعة

رواية مخالب المتعة لفاتحة مرشيد



تدور الرواية عن شخصية عزيز العاطل عن العمل مرفّه بفضل مهنته في إمتاع النساء الثريات جنسياً فهو بهذا مُصنَّفٌ بإعتباره (جيكولو) او بلي بوي. والشاب امين المعطل المثالي الذي يعيش دوامة البحث عن العمل مند تخرجه.
 يلتقي عزيز بأمين ويحاول جذبه الى عالم المتعة وعالم السيدات الثرياث اللواتي يبحثن عن متع جسدية بدون قيود الحب والوفاء.
عشيقة عزيز الثرية، لا تؤمن إلا بالجسد وإمتاع هذا الجسد وتتجنب مزالق الوقوع في الحب أما صديقتها " بسمة " صاحبة أمين، فمع الروح والحب الأفلاطوني لذا لم تسمح لأمين أنْ يمارسَ الجنسَ معها. لتنتهي القصة بقتل عزيز لليلى عشيقته وهجرة بسمة الى كندا بعد ذلك الحادث تاركة رسالة وتوصية عمل لأمين.
أعجبني موضوع الرواية فمعنى المومس الذي يستوي فيه الذكر والأنثى لغوياً، ولا يوصف به في الواقع الاجتماعي إلا المرأة. لكن الرواية تتخذ من ( عزيز) نموذجاً للمومس، فلا تغدو المرأة بائعة، وإنما هي التي تشتري.


موقع الكاتب فاتحة مرشيد : هنــا

مشاركة من:  Khadija El

 
أمة اقرأ، تقرأ © 2010 | تعريب وتطوير : عرب بلوجر | Back to top