رواية سيد الخراب،آخر ما طرحه الروائي الجزائري كمال قرور للعام 2010،هي رواية تقوم على المقاربات كعمود فقري،مقاربات بالجملة من أول سطر إلى أخر سطر في الرواية،أحيانا طريفة،وفي غالب الأحيان مؤلمة.
مقدمة الرواية تحكي عن توارد خواطر بين المؤلف والعلامة ابن خشد صاحب مؤلَف جمهورية الخراب،وكيف أنه تلقفها ذات يوم بطريقة غريبة تماهي توارد الخواطر والاستشعار عن بعد،ثم تبدأ الرواية التي غلب عليها الطابع السردي،والتي تحكي عن جمهورية بني الأغلب،التي عاث فيها حاكمها فسادا،مع استسلام كلي لرعيته،الذين استبيحت أعراضهم،ونهبت مقدراتهم،وفُرض عليهم كل أنواع القهر المادي والمعنوي،فلم يجدوا موردا للرزق سوى المتاجرة بأبنائهم الذكور للقراصنة...هذه التراكمات توجت بثورة بقيادة الشيخ الأخجاني،قمعت في مهدها وكان نتاجها وبالا على الشيخ وأتباعه،وانتهت بالزج بالأخجاني في السجن...موازاة مع تلك الثورة التي بدأت بشكل احتجاج سلمي،وانتهت بكل أشكال العنف،كان الحاكم الزير قد تخلى عن شهوته المفتوحة لافتراس عذارى الجمهورية بشكل يومي،بعد أن سحره حسن ابنة الشيخ الأخجاني،فقرر تطليق نزواته المزمنة،مقابل أن تكون زوجة له،رغم أن زواجه يعني نهاية الجمهورية حسب نبوءة قديمة،ابنة الشيخ شنت حربا مخالفة للحرب التي شنها أبوها،كان عنوان حربها الكياسة،فكان النجاح في النهاية حليف سلطة الجمال والعقل،بعدما خابت دعاوى التعبئة السياسية والدينية،وحتى "الميزيرية" في خلق ثوار حقيقيين من المضطهدين في تلك الأرض.
فصول الرواية تعج بالمقاربات السياسية،الاقتصادية،الاجتماعية والدينية،واللافت هو الوصف الفضفاض والهلامي للشخوص والأزمنة والأمكنة،ما يجعل الرواية صالحة لأزمان غابرة،وأيام معاصرة،وعصور لاحقة.
الرواية تقع في 172 صفحة من القطع المتوسط،وهي من منشورات دار فيسيرا للعام 2010،قراءة ممتعة نتمناها لكم مسبقا
2 التعليقات:
شكرا جزيلا لكم على تقديم هذا الكتاب، شخصيا لم أكن أعرف كما قرور الا بعد قراءتي هذا الملخص المميز . الله يجازيكم خير
شكرا على هدا الملخص الممتع
إرسال تعليق