زنادقة لسارة حيدر...أدب شاب يخترق العوالم

 سارة حيدر...من منكم يسمع بهذا الاسم؟ إن سبق وإن مررتم على صفحات رواية من رواياتها الثلاث،فأكيد أنكم وصلتم إلى نتيجة مفادها أننا أمام روائية ولدت كبيرة،قدمت أول تجربة لها بعنوان -زنادقة- في سن السابعة عشر، وبها حجزت مكانا على خريطة الأدباء الشباب،مكانا ليس كبقية الأمكنة،عنوانه الموهبة التي تخترق بيئات وعوالم بعيدة عنها لا علاقة لها بها إلا من خلال التثقف الذاتي.
سارة في روايتها الأولى كتبت عن -ردينة- ابنة رجل الأعمال السوري،التي ولدت وعاشت في نيويورك...هل هناك في المشهد الأدبي الجزائري روائية تطرقت في تجربتها الأولى إلى عوالم بعيدة عنها، ونجحت في تصويرها بتلك الحرفية العالية؟
قصة الرواية تدور حول ردينة، روائية استطاعت اكتساح المشهد الأمريكي الأدبي، رغم أنها تمارس تعرية الواقع، والتشكيك في كل الموروثات الثقافية على اختلاف أشكالها، ورغم أنها امرأة قوية ظاهرا، إلا أن رحيل حبيبها السابق، أظهر فيها ضعف الأنثى، ضعفا مغلفا بكبر اعتادت عليه كمنهج حياة، وهو الكبر الذي يمد أصدقائها الضعفاء ظاهرا وباطنا بالقوة، تقرر ردينة بعد انتهاء علاقتها بحبيبها السابق أيمن الانخراط في تنظيم سياسي سري معارض بالعراق هدفه قلب النظام الديكتاتوري، رغم أن شغفها كان في البحث عن حياة جديدة ترضي تمردها وغرورها، أكثر منه شغفا بإسقاط نظام بلد لا يعنيها إلا في كونه بلد عربي مجاور لبلدها الأصلي...هناك تدخل في علاقة مع رئيس التنظيم لا تنتهي بحملها منه وعرضه لها بتطليق زوجته للاقتران بها، وهو العرض الذي يتنافى مع كل مبادئها المناهضة للزواج والأمومة، بل في السجن بعد انكشاف أمر التنظيم واعتقال المنتمين إليه، لترحلها السلطات العراقية بناءا على تحقيقات أفضت إلى حملها للجنسية الأمريكية إلى نيويورك من جديد،حاملة الجنين في بطنها وفلسفة جديدة للحياة، تنتهي الرواية باستسلام أبطالها للحقيقة التي رفضوا التسليم بها،وهي الموت على اختلاف أشكاله، وبإتمام ردينة لرواية جديدة،هي حياة لأبطال آخرين في عوالم أخرى أطلقت عليها اسم زنادقة.
الرواية قدمتها منشورات الاختلاف العام 2004،وهي تقع في 160 صفحة من القطع المتوسط،وتعد التجربة الروائية الأولى باللغة العربية لسارة التي هي بصدد كتابة روايتها المفرنسة الأولى...قراءة ممتعة.

مساهمة من طرف : يوسف بعلوج

3 التعليقات:

رشيد أمديون يقول...

يبدو لي مما قرأت أن العوامل النفسية تكون سببا أحيانا في تغيير بعض قناعات المرء سواءا فكرية كانت أو سياسية، فالرواية يتداخل فيها الجانب العاطفي والجانب السياسي، وقد ظهر لي أن الجانب العاطفي كانت له السطوة.

مرة أخرى يعرفنا الأخ يوسف بكاتبة أخرى وطريقة سرد روائي تختلف كثيرا عن الروايات الأخرى.
مزيدا من العطاء يوسف.

رشيد أمديون يقول...

تأملت في عنوان الرواية الذي هو الزنادقة، ولأن الكلمة لها مدلول ديني محض لأن المسلمين على ما أظن أول من استعمل الإسم للدلالة على الظلالة والإنحراف عن الطريق الصحيح، فأردت أن أسأل هل علاقة الرواية بالعنوان تكمن في كون البطلة حملت من رئيس التنظيم وتطليقه لزوجته؟ أم لأنها تخلت عن مبادئها التي كانت مقتنعة بها؟ أم أن لها علاقة بالعنوان من وجهة أخرى؟

سناء المغربية يقول...

يوسف بعلوج، يقرأ للمختفين
أول مرة صراحة أسمع اسم سارة حيدر الشابة
وربما لن تكون المرة الأخيرة باذن الله
سلامووووووو

إرسال تعليق

 
أمة اقرأ، تقرأ © 2010 | تعريب وتطوير : عرب بلوجر | Back to top